حجرة ورقة مِقصّ
الرّغبة
ثمّةَ وحشٌ يعضُّ أحشائي..
ثمّةَ ألمٌ يسيلُ من الخاصرة فترتجفُ ركبتاي
ألمٌ يصعدُ من الخاصرة فتخدرُ شفتاي
يتحرّكُ الوحش ويتقلّبُ داخلي
فأنحني وأعقدُ ذراعيَّ حول نفسي
أقف على رؤوس أصابعي
أهمس بأغنية ما، كلماتٍ ما
أشياءَ غير مترابطة…غيرَ مبهمةٍ أيضاً
ثمّةَ أحرفٌ تكبحُ الوحش
كلماتٌ تكبحه..
تلك التي ترفعُ اللسان للأعلى!
أتذكّر الجاذبية..
وألم بطني، حيثُ الوحش يتسلّى ويتأرجح
بينما عضلاتي تبتلعُ نفسها
وفمي يرتجف .. وعيناي تغيبان
ينتفضُ قلبي
كأنّما لحظة بين الخفقان والموت
فأصحو وأقول:
شكراً لذلك الوحش حين يمتثلُ للخسارة!
العالم
إلى أختي سلمى
كُرةً صفراء دافئة
كانت الشمسُ على الورقة
خطوطاً بنيّةً وظلّاً أخضرَ
وقفت الشجرةُ على حافة الورقة
والغيومُ دوائر مجعّدة..
ينزلُ النهرُ من الشمس ويصبُّ في باطنِ الشجرة
البيت قرب النهر
ضفّةٌ للبيت وضفّةٌ للشجرة
العصافير خدعٌ صغيرة..
نرسمُ فاصلتين متعانقتين…ذاك عصفور!
فتنقسمُ السماء بين الغيمة والعصفور..
أخذت أختي الورقة
جمعتها وأطبقت قبضتها بقوّة
رمت كرة الورقِ أمامي
وضحكت: هيّا بنا ندحرجُ العالم!
الخلاص
منذُ أن كنتُ حجراً صغيراً عندَ أوّل البحر
وقبلَ أن يدفعني الموج لأصيرَ حلزوناً
ثمّ نبتةً، ثمَّ شجرةً، ثمَّ طائراً
ثمَّ كائناً يشدُّ بأصابعه الخمسةِ على ما يريد
عرفتُ أنّ الشرَّ يأتي من الأسرار
وعلمتُ أنَّ خيبتي من العالم ستعيدني حجرا صغيرا
لكن حجراً غارقاً…ولن يرفعني الموجُ أبداً..
وفي القاع سأتدحرج على الرمل لأكتب:
هيه! أيّها العالم..
إذا أردتَ النّجاة تخلّص من الأسرار
تلكَ الصغيرة منها..
الخيانات والحاجات البذيئة والرغبات
تلك التي تجعل البشر يخافون من بعضهم
ويرغبون بإحكامِ قبضتهم على الأشياء
كي لا يكتشفَ أسرارهم أحد
تخلّص من الأسرار…اجعلها شيئاً عاديّاً
وليأخذ الناس أنفاس الخلاص
لا شيء خصوصيّاً بعد اليوم
الجميع يعرف الجميع…ويعرف ما يريده الجميع
خذ الحريّة أيها العالم من حجر غارق صغير
حجر يسرد سيرته كاملة دون خوف
خذ حريّة الحجر أيها العالم
وامنح الناس نعمة القبضة المفتوحة!
لينة عطفة