الحدود / غرقى في مجال الماء
الحدود
من الذي رسم العالم؟
أفتحُ الكتاب فأرى دولاً بزوايا
ودولاً مجعّدة
وبحاراً كما لو أنّها فراغٌ يشرب الأرض على مهل
ما هذه البقع الطافية؟
من الذي أطلق الاسم على المكان؟
من الذي جعل الحدود بولاً،
ثم دماً،
ثم حجارةً،
ثمّ عصيّاً،
ثم حديدا شائكاً،
ثم رفعها إسمنتاً
ورسم العالم؟
رسمه كلّه..
وبقي الناس يبحثون عن وجوههم!
*****
غرقى في مجال الماء
„العدوّ يقترب“
قالت سمكةٌ لجارتها السمكة
حرّكي ذيلك أسرع
اضربي الماء
العدوّ يقترب كأنما يدفع الماء صوبنا
لا نقوى على إغماض أعيننا
لنحلم أننا نجونا
أيّها الماء، لو أنّك غابة
أيّها الماء، لو أنّ لك ماءً جاراً لنهرب إليه
لو أنّ لك يداً تدفع الزعانف
لو أنّ لكَ باباً أو نافذة
كيف سنهرب ونحن نرتطم ببعضنا
ونرتطم بك؟
والعدوّ يقترب
وأنتَ تتباطأ حول غلاصمنا
قفزةٌ وسقوطٌ مدوٍّ على البلاط
وسكّينٌ يذهب صوب الرأس
يكشطُ الحراشف
لم يكن ماءً
كان حوضاً يحضنُ الماء
كان جثّةَ الماء!
لينة عطفة