الجنود طرائد لا تنام.
الجنود الذين يخوضونَ الحروب
هل لمستْ أصابعهم الخشِنة
رقّة أيدي أطفالهم
هل عرفوا الحنان يوماً
هل ولدوا أطفالاً صغاراً
ببشراتٍ ناعمة وضحكة رهيفة
هل حمّمتهم أمهاتهم
بالماء الساخن وصابون الغار
ومشطت شعرهم مبتسمة
هل لعبوا مع آبائهم
لعبة الحرب والجندي الذي يدافع عن بلاده
هل قفزوا بأحضانهم
كجراءٍ صغيرة وبريئة
وناموا من التعبِ
الجنود
الذين يحملونَ البنادق
الجنود الذين يضغطون
على أزرار الطائرة
لترمي البراميل على الأحياء السكنية
والحدائق والمشافي
الجنود
الذين يقصفونَ ليل نهار رافعين شارة
النصر
بعد كلّ مجزرة
هل شاهدوا يوماً
الغروب القُرمزي لتلك القرى
هل كانوا مراهقين وشباباً
مشوا بشوارع تلك المدن
وغازلوا صديقاتهم بأزّقتها الضيقة
مختلسين قبلة صغيرة
ألم ينتظروا حبيباتهم أمام
أبواب المدارس والحدائق
حاملين بيدهم وردة حمراء
ورسالة حب.
الجنود
الذين يرددونَ
الموت.. الموت.. الموت للأعداء
العدو الذي كان صديق الأمس
صديق العمل
صديق الطفولة
صديق الدراسة
العدو… بنت الجيران الجميلة
العدو من بكيت معه مرّة من القهر
ونمتَ على كتفهِ في الباص المدرسي
الجنود
الذين يخوضون الحروب
بلا ذاكرة
هل سيكبرون يوماً
يصبحونَ عجائز وحيدين
تسقطُ منهم دمعة كبيرة
تُدّعى.. الندم؟