بورتريه لامرأة وحيدة
المرأة الوحيدة التي قضت حياتها في الركضِ
لم تعرف يوماً الجلوس على مقعدٍ مريح
على الدوام كان عليها الركض وراء شيءٍ ما،
شيء صغير يطاله الآخرون بسهولة الماء
المرأة التي ركضت طويلاً خلف شبح الأمومة الذابل منتصف دورة شهرية،
وراء رجال لم يفهموا يوماً
لماذا تركض امرأةٌ مشتهاة
وراء شيء بسيط كالحنان
المرأة الوحيدة
التي منعت الوحدة من ابتلاع حياتها بمصادقتها
رشّت ماء الورد على طرقات أطفالٍ لم يكونوا لها،
في مطابخ بيوت لم تبنِها
على الحب المرَ المتعلق بفستانها كقط منزلي
فيما العفن الأخضر ينمو قرب حياتها
في صور كلّ شخصين يتعانقان
في خضرة نباتاتها المنزلية
على عتبة الباب الخارجي
لجارة تغنّي لطفلها كي ينام
عند انتفاخ بطن امرأة حامل
المرأة الوحيدة
التي دخلت عامها الأربعين
برحمٍ كحديقة ورد
كرهت رائحة مني الرجال العابرين على سريرها
حشت تجاعيد بشرتها بحقن الكولاجين
أزالت السيلوليت من فخذيها
رمت خاتم الزواج في أنهار المدن الغريبة
وهي تعتقد أنّ الطمأنينة،
تكمنُ خلف شفرة حادة موضوعة في خزانة الحمام
وأن انتظار امرأة وحيدة مع نباتاتها المنزلية
لوعود غير موفي بها
أفضل من طراوة فمين بشريين
في بيتٍ واحد بلا قبلات