ذاكرة الثلاجة
كلّ صباحٍ أجد رسالة على الثلاجة من أناسٍ يغادرون حياتي، وأقول لنفسي لا يهم سأقرأها لاحقًا. عندما فرغت حياتي من الناس، بدأت الأشياء أيضاً بالمغادرة وترك الرسائل، بعضها لم يجد متسعاً على وجه الثلاجة فوضعت الرسائل في داخلها، على المعلبات التي انتهت صلاحيتها… ربما كان هنالك متسع لكنهم فضلوا ذلك.
لم أقرأ أيّاً منها، أخلق أعذاراً كاذبة، وأقول بأنني سأقرأ نهاية الأسبوع، ولأنني لا أعدّ الأيام لا أعرف متى نهاية الأسبوع. لم أعد حتى أتذكر الأشياء التي هربت، الكتب، الفناجين، الهدايا، الشراشف، الملاعق، الساعات، الرزنامة… كل شيء إلا السكاكين الكثيرة التي بقيت على أرضيّة المطبخ وحدها عندما هربت الثلاجة مع كل الرسائل.