كيف خلق الله الوحدة... كيف خلقنا النسيان
أوّل الخلق،
الكائن الذي عرف الفراغ عندما بدأ البحث عن آخرين
لم يجد أحداً
عرف أنه الأوّل، فسمّى نفسه الله.
لم يجد أحداً فخلق الوحدة
طالت الوحدة فخلق الزمن
عرف رأسه عندما أحسّ بثقل الوحدة لكنه لم يجد جداراً يميله عليه
لم يجد جداراً
لم يجد أرضًا يتمرّغ فيها
عرف جسده عندما بدأ ينكمش من الوحدة، فخلق البرد
وقال:
إنه البرد، لا الوحدة.
تكتّف صدره من البرد وأخد يفرك ويفرك..
عرف الدفء.
تكوّر على بعضه وبدأ يفرك أعضاءه كُلها ببعضها
عرف الاستمناء.
الكائن الأول الواحد الوحيد البارد ظلّ يفرك أعضاءه ببعضها حتى تساقط جلده.
خلق من جلده جداراً ليميل رأسه عليه
استمنى بالجدار فعرف المضاجعة
ضاجعه حتى قتل الوحدة والبرد فعرف الموت.
سمى الجدار أرضه
سميناه سماء
مع حيواتٍ أخرى.. ولدتنا السماء
ومع كل ولادة يطفو الغيم زبداً للشهوة
تتبعنا طريق الله مع الوحدة
مع البرد
مع الجدران ومَن خلفها
وكي لا نخلق أكواناً أخرى
أخصينا الرغبة فعرفنا النوم
أحبّ الشيء الأول النوم الذي خلقناه نحن
فتوقف عن مضاجعة السماء ونام
الكائن الذي لم يعد الواحد
الوحيد
الذي وهبنا الوحدة
وهبنا البرد
وهبنا الجنس
تعلّم منّا النوم ولم يعرف الاستيقاظ
غاب طويلاً في النوم ولم يعد منه
فخلقنا النسيان.