أبوابٌ مواربة
1
يدخل الشعرُ من الباب الذي خرجت منه المرأة، لماذا لم توصد الباب جيداً؟
2
البابُ فكرةُ البيت
كُلّما أُخرجتَ من بيتٍ
حفظت صورة الباب في الذاكرة
كُلّما فقدتَ الفكرة
تضرب رأسك بالجدران
تضربها إلى أن تهتز كل الأبواب التي عرفتها
تتساقط طَرقات الناس التي مرّت بك ولم تفتح لها
تلملمها وتصنع بيوتا صغيرة؛
بيتٌ للأصدقاء بطاولة قذرة بالضرورة
يخلق الألفة في طرقات الكؤوس والنكات البذيئة والغناء
الغناء بأصواتٍ نشاز بالفطرة.. دافئة بالضرورة.
بيت متوقف الزمن للأهل
كتماثيل من الشمع، تترك أهلك فيه أحياء صامتين.
بيتٌ للبقاء وحيداً وسماع طَرقات امرأة لا تريد أن تفتح الباب لها
لكنك تحبّها
لا تريد أن تفتح لها، وتريدها أن تبقى خلف الباب
3
لأنك تخاف اليدُ المفتوحة أبداً ليدك، تُغلقها على الجسر مع الأقفال التي وضعها عشّاق ونسوها.
فلا بيت لديك لتبقيها، لكنها أبدا ما كانت تقول:
– اصنع لي باباً… الباب يكفيني
تصنع الباب وتحفر مكانًا للقفل
لكنّ خوفك يجرف المفاتيح
فتقيّد قفل اليد إلى السياج وتهرب إلى مدينة أخرى.
4
كُلّما ربّيتَ شجرة لتدفن تحتها؛ تحوّلت إلى باب.
أوّل ما يقوله: لا يربت عليّ أحد!
تفتعل الانتظار معه
تضحك عليه حتى يموت موصدًا
تتركه وحيداً إلى الشجرة وراءه..
تُربّيها إلى أن تصير بابًا
بابٌ لا يطرقه أحد، فيموت.
تعيش خلف أبواب كثيرة ميتة
حتى لو أنّ أحدًا فكّر مرّة أن يطرق الباب الأول فلن تسمعه.
5
لأنك تحبها تترك الباب موارباً عنها
لأنها تحبك
تغلق الباب.