هل كانوا خمسة عشر رجلاً؟
1
لم نعد نتحدّث في السرير
أراهم جميعاً
كل أولئك الذين نفكر بهم،
لقد أصبحوا كثراً.
أسْكِت هذا الضوء
وانصت.
السكون يسرد سيرته الذاتية.
السرير
نعش فسيح
بوسادتين.
أخبروني، أولئك
أنه من غير اللائق
أن نمارس عاداتنا
حتى السرية منها
هنا.
لم يعد هناك شيء يُبدّد
هذا المشهد
الطويل.
2
(مشهد ليلي داخلي، معتم)
تلتفت نحوي:
• من أنتِ؟
_ خطأ صغير
في هذه الدراما المكسيكية.
_ ليس حدثاً استثنائياً
أن أصبحتُ أمّاً
لست أتذكر كيف
ومتى حدث ذلك
هكذا،
أراد المخرج.
_ لستَ وحدكَ من
يفعلُ ذلكَ بنفسهِ،
الحياة تضعك في أدوار
ليست لك.
الحياة أيضاً
لا تجيد لعبة
المرأة المناسبة
في
المكان المناسب.
_ حسناً
أنا كائن مائل
واستقامة الطريق
ترسمه قدمي
كدوائر
ولهذا كلّ الطرق التي أعرفها
صارت خنادق
والحرب خدعة طويلة،
وجهك مثلاً
ينزل كوحي
ويهرب كسراب
تاركاً
عطشاً طويلاً خلفه.
3
(مشهد نهاري خارجي، مشمس)
لم يعد هناك الكثير
لنقوله
ونحن نطعم الإوز
في الحديقة.
على أحدنا
أن يفعل شيئاً
قبل أن ينفَذَ خبزنا
ولا نجد شيئاً نفعله
سوى السعال
والبحث
عن مناديل الجيب.
4
لم أتذّكرك هذا الصّباح
أنا مشغولة جداً بوحدتي
رتبت سريري خمس مرات
ووقفت أمام مرآتي
بلا سبب
لمّعت زجاج النافذة
ثمّ
طبعت قبلةً عليه.
نزعت شعر حاجبي الأيمن
ومللت عند الأيسر.
أنا مشغولة جداً بقياس أبعاد الفراغ
يبدو أنه خرج عن قبضة الفيزياء.
الفراغ…
يتمدّد كلّما اشتد البرد هنا.
هذا النص ليس لك
اترك يدي.
5
غداً صباحاً سأحبّهم
أولئك الذين ماتوا من أجل صندوق
أو امرأة
أو بلاد بعيدة
هل كانوا خمسة عشر رجلاً؟