هكذا قتلت فراشة
لستُ العاشق الذي تحلم به أي فتاة
رجل أحمق في نهاية العشرينات
يجلس تحت الضّوء وهو يضحك ويتباهى بتواضع مبتذل
أنّ يده ممتدة للجميع
مثل أيّ خردة لا يرغب بها أحد
نفسها اليد التي حين تعطش في العتمة
تشرب من نهر دموعه
ولا تكتفي.
يقول للجميع أنّه لا شيء
وأنه مجرد سلسلة طويلة من العدم
حتّى الأخطاء التي ارتكبها
لم تعثر له على اسم
ولأنّه يقول كلّ مايفكّر به
يعتقد الآخرون أنه مخادع
مثلاً „هكذا قتلتُ فراشة“
كنت أودّ لو أنّ هذا مجرّد مجاز
الليلة بالفعل قتلت واحدة
كانت تغرق في حوض الاستحمام
وكنتُ أصغي لأغنية
من يعرفني جيداً
يعرف أنّه خيار صعب
أن أترك يد أغنية في منتصف الطّريق
خصوصاً وأنّ كلّ الأغاني التي خذلتها
تعود لتقتلني لاحقاً.
حياتي صعبة ومعقّدة
لهذا كان على أحدنا أن يموت
أعرف أنّ هذا ليس مضحكاً
لكن في الصباح لن يتذكّر أحد ماحدث
بما في ذلك الفراشة نفسها.
في النّهاية أنا لا شيء
مجرّد أحمق جبان يدسّ يديه في جيب بنطاله
حتّى يتسنى له بالسرّ
تحريك أصابعه بشكل قبيح في وجه الأشجار
بينما يثرثر لها عن أشياء تافهة أو أسطوريّة
ويصرّ أن نهاية سوداء بانتظاره.
مرحباً أيتها الشجرة
أنا رجلٌ مسكونٌ بالتّعب
تركله الأقدام من وطن لآخر
مثل تفاحة عفنة
بينما يستمرّ بالصّراخ
ويهدد بإطلاق ديدانه على العالم.
حين يحدث ويصمت
فلأنّه يفكّر بكلامٍ بذيء
يتجوّل بهاتف قديمٍ
لا تكفي ذاكرته لحفظ أسماء كل الذين يحبهم
يرتدي ملابس تحمل ذكريات آخرين
انتقاها على عجل من سوق البالة
وقصائد _يقولون عنها ذلك_
رغم أنّ نصفها جثث.
اسمعيني جيداً
إن كان لديك بعض الوقت
أرجوك
أرجوك يا أختي الشّجرة..
ضميني.