قدحٌ أخير مع الذئب
لم يبقَ إلا بقع دوائر صنعتها كؤوس الخمر على المائدة،
قناديلٌ في ليلة عرس.
وبذور حبات زيتون
أغفلوها على الخشب العتيق
وحدنا يا ذئب نفتح عيناً للحلم،
ونغمض الأخرى على حسرة.
سأشيخ ويتحدّب ظهري، كنصل منجل القروي.
ستشيخ وتعوي كحزن كمنجة في كحيل الفجر.
ذهبوا يا هذا المغبر، كشجرة لوز في آب
فدع عنك الملامة.
لا تأبه بالشكوى من الصحب الغرر، إن تركوا كؤوسهم نصف مملوءة
وغادروا دون التفاتة
سنشيخ معاً!
ظلي سيقصر تحت لمعان ظهيرة تموزية
وينتهي أقصر من ظل قش البيدر
وأتقوّس كإشارة استفهام للسؤال الأبدي
„ما الجدوى؟!“
وأنت يا نديمي ستذوي
كرمش الأماني تحت محجر عين
وتتبختر من قلة الهمة
كتفاً مرفوعة تسند كتفاً مسدلة
تتناوبان كساطور اللحام على خشبٍ مدمّى
وخلفنا أنتَ وأنا،
ذيلُ يجر الغبار.