أفلح في الثلاثين
أفلح في الثلاثين حاملة جسدك الهزيل في قلبي
أجرّه تذكاراً معي إلى المطبخ
سلالم العمر أوقفتها تكريماً لعبورك الخاطف، فتاريخك معي بدعة!
لصوتك الميت في الهاتف
لانحناءات تشمل البكاء والضحك معاً
أدفع يأسي خارج إطار النافذة
وانتظرك…
انتظارك يخيّب ظن الملاءات
مُرَّ سريعاً، واهدِمْ رأس الأصنام التي بترت أنوفها بغية لقائك المؤجل منذ سنين.
قل لي أحبكِ متأخراً
وضعْ في أصبعي حلقة صفراء
عقد قراننا كتبه ملاكا كتفينا
في ليلة نسي ربّك تدوينه…
صرت عروستك
في السلم القانت ما بين حربين
جربت أن أجرّ يدك من يد أطفالك
كي نحتسي الشاي معاً خلف البوابات الالكترونية
آخر ظهور، يعني أنّك نمت
احتضان الوسائد لي…
أقول ذلك كلّما اعتصر كتفيك القطنيتيّن حسرة
أحيانا تكون قمراً مُنطفئاً
وأصبحُ خضراء حين نكون
كم على الواقع أن يسدّد لنا حقيقته!
هناك أغانٍ كثيرة تريد السجود على أعتابنا
هناك شوارع كثيرة تنتظر وقع أقدامنا..
هناك مساحيق تنظيف تنتظر أن تذوب بين يدي..
وأنا بحكم سيدة المنزل، أغسل قمصانك.. أزيل الغبار عن صورك المتاحة في كل ركن
حتى إنني كمجنونة سأقرأ الشعر في المطبخ
وأرقص، لأثبت لذاتي أنني عشت
يا إله الفضاء الأزرق
نبيّك يضع على شفتيَّ زر الإعجاب
وأنت منتصب في قوائم المحظور… قل لي أحبكِ „متأخراً“
أفلح في الثلاثين كأنني اكتشف عمر الله
لا أحد يقتسم معي الحلوى
لا أحد يحضر جنازتي
غراب أبيض يدخل الثلاثين معي
حاملا بمنقاره فحمة!
كالثلاثين يكذب الحب
لتأت يداً وتخرجَ هذه السّماعات من أذني
في الثلاثين ومنذ شهر
كسرت أعناق الكثيرين
انهم كالجراد
وتركيبة ساذجة أن تكون حشرة ومصابة بالسمنة!
أفلح في الثلاثين لأدفن قرابين الشكر لا لمجيئك بل لرحيلك.