نجمةً لا مدارَ لها
“ يا أماه لا تدخلي إلى حظيرتي إنني اصيرُ سواي“
سيلفيا بلاث
الحياةُ القصيرةُ التي عشتُها بجوارِك، كانت لوحةً بدائيةً رسمَتها طفلةٌ بدأت للتو بالتعرفِ على أساسياتِ الحياةِ، طفلةٌ لم تفكّر بشكلُ الضفدعِ، أو مكرُ الذئبِ أو لونُ القمحِ، لأن ذلك لم يلزمها.
حياةٌ بتجاربَ ساذجةٍ تكرَّرت بأيامِها أمامي
كنتُ أعرفُ أن لا قيمةَ لأحزاني وأنا أحاولُ جاهدةً تعلَّم الطبخِ وذرفِ الدموعِ في سريرٍ مشتركٍ كنتُ أعدُّ فوقَ وسادتهِ أمنياتي الخرقاء بأن أكونَ أماً أو أماني أكبرَ من ذلكَ بقليل
أرضُ أجدادي رفعتني فوقَ يديها قرباناً لم يشهد أحد كيفَ تتمُّ التضحيةُ بهِ
سلاماً لكَ
وأنتَ تدخلُ في حياةٍ أخرى، لا تلتفت كي لا تنجرح، أو تفلت ذكرى ما بيننا
لن أقولَ لك كم قرأتُ لك من الشعرِ و كم رويتُ لك من القصصَ كي نقتلَ الوقتَ ونحنُ نسيرُ في الطرقِ الخارجيةِ
عادةُ البشرِ الإعادةُ
واستبدالُ الوجوهِ للعثورِ على الحبِّ
لكنَّه العبثُ
إشعالُ فانوسٍ في النهارِ
السباحةُ تحت المطرِ
وضع إكليل من الوردِ على شاهدةِ قبرٍ
أو الرقصِ أمامَ العميانِ
وربما، البحثُ عن المعنى في العدمِ
في تقاسيمِ تلكَ المدينةِ الصامتةِ، ما بين علوِّ جسرٍ أو التفافِ حولَ الميادين
أضعتُ التاسعةَ عشرَ من عمري بعد أن ودَّعتُ بيتَ أبي
في البدءِ كنت أشبهُ الشائعةَ، في المنتصفِ صرتُ ساعةً رمليةً، وفي النهايةِ قبلَ أن أستسلمَ للعجزِ، قرَّرتُ أن أتركَ يدَك
بدأتُ بالنمو في جذورِ المفرداتِ
أصبحَ شكلُ الضفدعِ يهمني، تعلمتُ القفزَ
ومكرُ الذئبِ عثرتُ عليهِ في جماجمِ رجالٍ كانوا يريدون إطفاءَ عطشهِم في صدري
وبدأتُ بالعملِ كي أتعلمَ كيفَ أحصلُ على لون القمحِ
الآن أعرفُ جيداً كيفَ أصغي
وأبوحُ على الجدرانِ الأربعةِ
تجربة نجمةٍ متوهجة لا مدارَ لها
مريم العطّار