عيد الوحدة!
أحتفل بالوحدة على غريزتها:
طاولةً بساقٍ واحدة
وكأساً مهموماً بثلجه ينزف من الخارج
ومزهريةً تبحث عن رائحة واحدة لعطرك اللزج
ما زلت أحتفل بالوحدة
مرتدياً هذا الظلام المزركش بالنّوء
أطل فتسخر منّي النوافذ
وتُسكرني الرياح
فأترنّح برداً
وقلقاً
كموسيقى فقدت عذريّتها
أنا الذي لم أذق طعم الأصدقاء
حتى في زحامهم
ما زلت أتذكّر مرارة المدن
وتفاهة المحبّة
وبدانة الغربة
أستعمل كلّ السجائر في رسم رئتي
فينخرها الألم
وتجهش الذكريات بالبكاء.