محض نسيان
نسيت أن أقفل التلفاز فدخل الكذب حتى وصل إلى المطبخ والصالة، وإلى ألعاب الأطفال
تحدث النسيانات للمرء مثل الحوادث
عادة ما أنسى:
ظلّي على الطرقات
ليعود يابساً في جذع شجرة
اسمي في فم ضابط التحقيق
ليعود ممتلئاً بالشتائم والدموع
صداقاتي، لتعود بلا أقدام!
نسيت مرة أن أغلق النوافذ فدخلت الحرب
الأبواب، فتسلل التيه إلى الداخل
يبدأ النسيان من شرود صغير
من ذكرى بعيدة
من انشغال ثانوي
ثم يكبر ليصبح مثالياً هكذا:
عائلة بلا مأوى
امرأة ورجل وطفلان
مأوى لطفلين ورجل وامرأة دون دفء العائلة
ينقع النسيان أسماءنا
لكنها
تقع تحت أيدي:
ضباط الأمن
الجوازات
المخابرات
شركات التأمين
الحدود
البنادق
أبناء الله
وأنا أنتظر نسياني الكبير، في محطة القطار
تذكرت كل النسيانات التي اقترفتها
النسيانات التي تعمّدتها
النسيانات التي كانت محض نسيان في الأصل
في محطة القطار
تمنيت لو أنني أستطيع العودة لأعيد ترتيب نسياناتي تلك
لكن
ما ننساه ونعود إليه
لا يعود إلينا.
1-فبراير2021
لانغن بروخ