Menu
Suche
Weiter Schreiben ist ein Projekt
von WIR MACHEN DAS

> Einfache Sprache
Logo Weiter Schreiben
Menu
Europa Weiter Schreiben - Briefe > Rasha Alqasim & Abdalrahman Alqalaq > Brief einer Fremden an einen anderen Fremden - Brief 1

رسالة من غريب إلى آخر - الرسالة الأولى

Übersetzung: Suleman Taufiq aus dem Arabischen

© private

أيها الغريب:
أي غائب سيعود
لو رفّت العين
والكل غياب؟

سأحدثك عن ما يؤلم الغريب في غربته، فالكلمات مثل طائرة ورقية لا أعرف بيد من ستقع ولا يشغلني التفكير بذلك!
ربما لا تعلم أيها الغريب، أننا كعائلة انتقلنا داخل العراق إلى منازل كثيرة لا أذكر عددها، لكنني لم أشعر بالسوء حيال ذلك، أو أنني على الأقل تظاهرت بعدم الاهتمام فأنا على أية حال انتقل مع عائلتي وأعيد بناء الذكريات في الوطن ذاته.
فردًا بعد آخر، هجرة بعد أخرى، من داخل العراق إلى خارجه، أثمر عن كل ذلك  تناقص أعدادنا، واختفاء الاصدقاء، الأرقام والأثر وخسارة الكتب، كان ذلك ما جعلني أشعر أنني بلا مأوى وأنني خسرت بلدي بشكل نهائي.
البيت ليس الإ فكرة نبنيها، محتواها هو ما يجعلنا نتعلق به ونفتقده.
الفراق والانتقال من مكان لآخر هو ما يجعل فكرة البيت تلمع في داخلنا مثل جوهرة حادة وبعيدة.
أثناء التنقل داخل العراق وقبل امتلاك صفة اللاجئ كنت أحمل ذكرياتي معي إلى مكان أعرف أنه فيما بعد سيصبح بيتي، أصنع فيه مكتبتي الخاصة حاملة معي كتبي التي أنقذتها دون ضرر. كانت أحزاني بسيطة، كنت أحزن على الأشياء التي لم أُجِد العناية مثل النباتات الذابلة والأصص الملثومة من أثر التنقل مثلا، وكنت سعيدة من أجل الكتب بالمقدار ذاته الذي يجعلني حزينة من أجلها الآن وخائفة أحيانًا أخرى من أن يقرأ أحد ما، ما كتبته من هوامش عليها. أليس من المضحك أن يخشى كاتبٌ ذلك؟

كان الانتقال النهائي من قارة لأخرى أشبه بخلع شجرة من جذورها وزرعها في تربة مغايرة، حياتها تتحول الى إحتمالية تقبل الحياة في تربة تجهلها. الانتقال النهائي يعني أن تكتشف أن منزلك هو ذاكرتك الاحتياطية كشاعر، وماذا يعني كل ذلك عندما تكون المادة الخام لقصائدك هي ذكرياتك وبيتك؟!

البيت يصبح كالنُزل، بقدر ما يغادره ساكنون بقدر ما يملؤه، وتتراكم فوق الذكريات طبقات من التراب والرطوبة.
أنا الآن في محيط لا أنتبه الى بناياته المنظمة وطرقه السالكة كما لو أنني أريد أن أقول أن ذلك الجمال الكامل لا يهمني وأنني أريد بشدة رؤية الجمال الآخر بعيوبه وتشوهاته.

في هذه الحياة الجديدة كافحت ونجحت في أن أكون قريبة من الكتب مرة أخرى وأعمل من أجلها كأمينة مكتبة في إحدى مكتبات مدينة يوتبوري في السويد، أتلمس الكتب المُعادة وأبتسم لها فيظن الزائرين أنني أبتسم لهم.
إلا أنني في هذه الحياة غريبة بشكل ملحوظ، قرين يمشي بجانبي استدل من خلاله الى الطريق، يمسك بيدي لأعبر الشارع الذي لا أراه ولا يراني ويحاول معي جاهدًا لأحفظ الخرائط، وأنا لا أعتقد أن ذلك مجدٍ!
فأنا هنا، ولكن ذاكرتي باقية ومستمرة في مكان آخر!

لست ماهرة بما يكفي لأعرف كيف بالإمكان أن أضع أصابعي على الجرح بالطريقة الأخف إيلامًا، ولست ماهرة بما يكفي لكتمان السر وعدم الإفصاح عن مواضع الألم فقد علمتني الكتابة أن استدل على الجرح من خلال إفشائه، علمتني أن لا أخجل من ما حدث ويحدث.
ربما هذا سبب كافٍ لأكون أكثر راحة ورغبة في تبادل الحديث مع الغرباء.
او ربما كان السبب شيئًا أشبه بما يقوله بافيزي من أن ثمة جانب متوحشٌ في السفر: إنه يدفعُك للثقة بالغُرباء؟

رشا القاسم

Voriger Brief:

Brief einer Fremden an einen anderen Fremden - Brief 1

Rasha Alqasim an Abdalrahman Alqalaq: Ach, Fremder! Wer kehrt zurück, wenn das Auge blinzelt und keiner da ist? Ich werde Dir erzählen, was eine Fremde in der Fremde schmerzt. Die Worte sind wie ein Papierflieger, ich weiß nicht, welche Hand ihn fangen wird, aber darüber mache ich mir auch keine Gedanken. LesenText im Original

Autor*innen

Datenschutzerklärung

WordPress Cookie Hinweis von Real Cookie Banner