Menu
Suche
Weiter Schreiben ist ein Projekt
von WIR MACHEN DAS

> Einfache Sprache
Logo Weiter Schreiben
Menu
(W)Ortwechseln > Mariam Al-Attar & Sabine Scholl > Wer unverdaulich ist, kann im Magen des Ungeheuers einiges anrichten - Brief 1

العصيّة على الهضم يمكن أن تفعل الكثير في بطن الوحش- الرسالة الأولى

من زابينه شول إلى مريم العطار -26.03.2020

Übersetzung: Suleman Taufiq

عزيزتي مريم،

أجلس في شقّتي، أقرأ وأكتب على المكتب أو على الشرفة. هذا أمر عاديّ بالنسبة إلى كاتبة مثلي، ومع ذلك، منذ فترة، لا أستطيع القيام بأي شيء آخر. لم يعد مسموحاً مقابلة أشخاص آخرين، كل المحلات التجارية مغلقة. على الأقل يمكننا شراء المواد الغذائية. لم نشهد بعد مثل هذا الجمود من قبل. سابقًا، كانت حرية التنقل مسألة طبيعية في مجتمعاتنا الغربية.

استفدتُ من ذلك بشكل كبير، بعد التخرج من الجامعة عِشت وعَملت في بلدان مختلفة. تذكرة رحلتي التالية جاهزة دوماً. أعرف مطار برلين عن ظهر قلب. حاليّا أخرج كل يوم من بيتي إلى الطبيعة الخضراء للانتعاش. هذا مسموح به. لكن لا يمكنني رؤية ابنتي، لأنني لا أعيش معها. سيكون خطر الإصابة بفيروس كورونا كبيراً جداً. أما ابني، يعيش الآن في فرنسا، حيث يدرس هناك. إنه شعور غريب. كان مقرراً أن أزوره في الأيام التالية في باريس وإجراء مقابلة مع دينا نايري التي قرأت روايتها „لاجئة ناكرة للجميل“ قبل الحظر المفروض على الحياة العامة. الحدود مع فرنسا مغلقة الآن، والخطوط الجوية الفرنسية اوقفت جميع رحلاتها.

لا أعرف إن كنتِ تعرفين دينا نايري. لجأت من إيران إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ودرست هناك. تعيش حاليا في باريس. تتحدث في كتابها الجديد عن العواقب النفسية طويلة المدى عند اللاجئين الذين اضطروا لمغادرة بلادهم الأصلية، وحاولوا استحقاق مكان جديد في مجتمع آخر غريب، غالبًا ما يكون غير متسامح. في الحقيقة، إنها عملية تستمر مدى الحياة. اختارت كمثال على ذلك نساء من عائلتها، كل واحدة وجدت طريقة مختلفة للتكيف. هربت جدتها إلى إنجلترا في وقت مبكر، وقطعت كل صلاتها بمكانها الأصلي بعد أن رفض زوجها الالتحاق بها في المنفى. فهي لا تُريد أن تُظهر أي شيء يدل على أنها من بلد آخر غير إنجلترا. اندمجت بشكل كامل باللباس واللغة والسلوك. تنتظر عشيقًا يتزوجها ليكتمل اندماجها نهائيا، لكن هذا الحبيب لا يأتي أبداً. والدتها، التي تعرضت للاضطهاد في إيران بسبب تحولها إلى المسيحية انضمت إلى الدوائر المسيحية في الولايات المتحدة، وجعلت الرب يقرر مسار حياتها. على الرغم من أنها كانت طبيبة في إيران، لم تنجح أبداً بالوصول إلى هذه المكانة في البلد المضيف. مع ذلك، تقول إن حياتها ونجاتها من إيران القمعية يعود إلى المعجزات، على غرار أساطير القديسين في الكنيسة الكاثوليكية. كانت نايري طفلة عندما جاءت إلى الولايات المتحدة، وكانت هذه ميزة جيدة لها: تتكلم الإنجليزية الأمريكية بلا لكنة، حظيت بتعليم جيد ودراسة في جامعة النخبة. أرادت بكل قوة التخلص من الوضع المهين كونها لاجئة. لاحقاً شعرت أنها فقدت شيئاً ما، وحاولت أن تدرك ما هو. تصف نفسها من الآن فصاعدا بأنها شخص له هوية غربيّة مستعارة، وتبدأ في تفحّص سلوكها من خلال البحث عن تاريخها في الاندماج وتاريخ اللاجئين الآخرين. تزور مخيمات وصول للاجئين في اليونان، تجري حديثًا معهم لكتابة ريبورتاج لكنها تكتب بدل ذلك هذه الرواية „لاجئة ناكرة للجميل“. على الأرجح، سأجري المقابلة مع دينا نايري عبر البريد الإلكتروني، لأنني سأحتاج عدة أسابيع أخرى حتى أتمكن من السفر مجدداً ولقاء ابني الذي أشتاق إليه.
بدأت أهتم بموضوع الهجرة عندما كنت أعيش في البرتغال والولايات المتحدة. في عام 2015 واجهنا في برلين فجأة وصول العديد من اللاجئين من سوريا. نشأت كثير من المبادرات الرائعة، مثل مشروع „مواصلة الكتابة“، الذي مكننا الآن من التواصل مع بعضنا البعض.

للأسف، لا أعرف أي شيء عن طبيعة حياتك وعملك. بما أنني لا أتقن اللغة العربية، لا أستطيع البحث في أي مكان لمعرفة المزيد عنك. لذا سأكون سعيدة لو تخبريني عن مسيرتك كشاعرة ونسوية. في أي فضاء تتحركين؟ ماهي القنوات التي تتواصلين من خلالها؟ كيف تنشرين أعمالك؟ هل تقرأين قصائدك بصوت عال؟ أود لو أستطيع أن أتخيل كيف تبدو الأمور عندك الآن هناك. لقد قرأت قصائدك التي ترجمتها ليلى شماع إلى الألمانية. من خلالها استطعت أن أتبين أن تحويل الأوضاع الوجودية الصعبة إلى نص أدبي، هو أيضا، بالنسبة إليك، أداة مهمة للتغلب على هذه الأوضاع بواسطة اللغة. على أي حال، يمكن للأدب أن يساعد الكاتب وكذلك القارئ أيضا. هذا درس مهم لنا في أوقات الأزمات هذه، هو نوع من الركائز التي يمكن أن نتشبث بها في كل حالة من عدم اليقين.

هناك تعبير في قصيدتك „سيرة شاعرة“ أعجبني كثيراً، وهو „العصية على الهضم“. من ناحية، أحب الاستعارات التي لها علاقة بالطعام. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يكون الطبخ والأكل، خاصة في المنفى عنصر استقرار، لأن هذه الأشياء تساعد على استحضار ذكريات الانتماء المفقود. من ناحية أخرى، أعكف حالياً على كتابة نصوص لصديقة مُلحنة تعمل على تقديم أوبرا تحوي مواضيع مستمدة من حكاية أوروبية قديمة هي „ذات القبعة الحمراء“. ترسل الأم فتاة عبر الغابة لتأخذ الطعام إلى الجدة المريضة وفي الطريق تلتقي بالذئب الذي يلتهم المرأة العجوز ثم الفتاة. عندما كنت فتاة صغيرة تقمصت شخصية هذه الطفلة ذات القبعة الحمراء بشكل كبير. لقد خيطت لي أمي قبعة حمراء ارتديتها بكل فخر. في الحكاية تبدو الفتاة كشخص أعزل يُغريها الرجال ويلتهمونها ومن بعد ينقذونها. لكن هذا تفسير أقرّه الكتاب الذكور منذ القرن الماضي. أصول هذا التأويل تعود الى أبعد من ذلك. تود صديقي أن تولي لهذه الشخصية دورًا أكثر قوة في أوبراها، وعلاوة لذلك فإن تعبير „عصيّة على الهضم“ مناسب هنا تمامًا.
إذا كانت الفتاة بالفعل قد التهمها الذئب، فلا يزال بإمكانها القيام بشيء مُضر في بطن الوحش وتدميره من الداخل. تعبير „عصيّة على الهضم“ يُعجبني، لأنه يشير إلى أن المرأة تُعامل في المجتمعات الأبوية كما لو أنّها „شيء“ متوفر للرجل دائماً، إلى جانب ذلك، يتملكها بسهولة عندما يرغبها. ولكن، ماذا لو كان هذا „الشيء“ المفترض له حياته، استراتيجيته وأيضا إرادته الخاصة؟ عندما تُصبح المرأة فاعلة لا يستطيع الذَكر الفاعل أن يهضمها إلّا بصعوبة. لكن أرجوك يا عزيزتي مريم أن تُخبريني المزيد عنك. ما الذي تعملين عليه حاليا؟

مع أطيب التحيات فلنستمر في الكتابة!
زابينه

Autor*innen

Datenschutzerklärung

WordPress Cookie Hinweis von Real Cookie Banner