Menu
Suche
Weiter Schreiben ist ein Projekt
von WIR MACHEN DAS

> Einfache Sprache
Logo Weiter Schreiben
Menu
(W)Ortwechseln > Osama Al-Dhari und Joachim Sartorius > Das Gedicht braucht keinen Schutz - Brief 3

القصيدة لا تحتاج إلى حماية - الرسالة الثالثة

من يواخيم ساتوريوس إلى أسامة الذاري

Übersetzung: Filip Kaźmierczak

(W)Ortwechseln, Joachim Sartorius, B03
© Joachim Sartorius

عزيزي أسامة،

أشكرك على رسالتك المفصّلة والتي تذكر فيها مواضيع مختلفة تعني لي كثيراً، بالأخصّ رأيك عن الهوية والانتماءات المتعددة ومفهوم الوطن المرتبط بالهوية بدوره. وأنا أيضاً أرى أن الوطن لا تحدده حقائق جغرافية بل هو الناس واللغة التي نسكنها. يمكننا مناقشة هذا الموضوع – وموضوع ثورة اليمن الفاشلة في سنة 2011 – في لقائنا في برلين في الخريف، إن شاء الله!

دعني أسترجع صورة من رسالة سابقة: لا تأتي القصيدة بمرافقة الأضواء الزرقاء وأصوات الإنذار. أنت على حق، النظام السياسي في صنعاء أراد تلميع صورته بـ“الثقافة“ وبمساعدة حماية الشرطة وإجراءات أمنية. لكن القصيدة لا تحتاج إلى حماية، فقد استطاعت النجاة والاستمرار خلال 3500 سنة، بدايةً من الكاهنة السومرية إنخيدوانا، وبالرغم من كل النعوات التي كُتبت: القصيدة على قيد الحياة وبألف خير.

تشغلني أسئلة أخرى عندما أقرأ قصائدك: كيف تكتب في وقت النفي ومواجهة المجهول والخوف؟ أغلب القصائد التي كُتبت بشكل عام وظيفتها الأساسية أن تحتفظ بالذكريات. بعضها عبارة عن صندوق إسعافات أولية، بالمعنى الإيجابي للصورة، لأنها تواسيك وتنقذ تجارب مهمة من النسيان. ثمة أيضاً قليلٌ من قصائد سياسية جيدة، ولكن هل استطاعت أن تخفف من الاضطهاد والتمييز والإرهاب والفقر؟ لا أستبعد أن السؤال هذا ليس في مكانه الصحيح، فعلى سبيل المثال: قد جعل نائب حزب الخضر في مجلس برلين من قراءة قصيدة قبل كل مداخلاته عادةً جديدةً لنفسه، انتقده الناس بسببها إلا أنه لم يتراجع. ما أراده من خلال ذلك هو خلق جو من صمت، انفتاح ونُبه للغة تختلف عن تلك التي تُستخدم في السياسة والإدارة. القصيدة قادرة على ذلك حتى لو لم تغيّر شيئاً من الظروف السياسية والاجتماعية بشكل مباشر، إلا أنها تحاول بإصرار ولا تستسلم – هذا التمرّد العاجز يجعلني أحبّ القصيدة.

قد أرسلتَ لي عشر قصائد إضافية ترجمها مصطفى السليمان لمؤسسة هاينرش بول – شكراً جزيلاً! على هذه الطريقة تمكنت من التعرف على جزء إضافي من أعمالك، يأخذ البعض منها، مثل قصيدة „الوطن في جو المنفى“ و“الثورة“، حديثَنا إلى أماكن أعمق وتجيب على جزء من سؤالي عن كيفية الكتابة في وقت النفي. إنك تتكلم بجدية كاملة وبنفس الوقت تحتفظ بالسخرية – أو هل كلمة التهكم أصلح هنا؟ – في صور معيّنة. يبدو هذا أسلوباً مناسباً للاستمرار على الحياة.

أتمنى لك ولعائلتك صيفاً مشمساً وصحة جيدة وكل الخير!

يواخيم

ملاحظة: خال والدتك أحمد الزربيري الذي ذكرته قد التقيت به مرة واحدة في سفارة اليمن في برلين، كانت حفلة بمناسبة عيد وطني على ما أتذكر. تبادلنا نقاشاً عن زيارة غونتر غراس في اليمن، وللأسف فاتت ذاكرتي تفاصيلٌ أخرى ما عدا ذلك.

Autor*innen

Datenschutzerklärung

WordPress Cookie Hinweis von Real Cookie Banner