
العزيز رامي،
ملاحظة غير مناسبة للترجمة:
تسلُب (ال) التعريف، الخصوصية عن مُطلقها، لصالح من عُيّن بها.
فإما أن يكون المُعرّف مُطلقا أو مشدوداً بالياء.
هكذا مثلاً، لا أستطيع أن أدعوك (العزيزي)!
راودتني فكرة للرّد على رسالتك في القطار منذ أيّام بينما كنت متوجهة لاجتماع عمل، إلا أن فكرة أخرى بدت مناسبة أكثر ليلة البارحة.
ورغم أنني تمسّكت بكل منهما جيّداً، إلا أن الكثير من الضباب و(البوشار) تراكم فوقهما، ففقدتهما.
أعتذر.
ما يصنع كاتباً عظيماً هون أن يدوّن فكرة، فلا ينساها!
أفكّر دوماً أنني لن أنساها،
فكرتي العظيمة!
تبدو جيّدة جداً، متماسكة، وأستطيع الانسكاب منها لأخرى بسلاسة.
أحبها!
سأنام عليها، وفي الصباح سأفتح عيني، وسأدونها، وستكون قد أصبحت أكثر وضوحاً!
من المستحيل أن أنساها.
لكنني في الصباح،
طبعاً!
أستيقظ وقد نسيتها.
بل غالباً
وبشكل أسوأ
أنسى أنني نسيتها…
بعد أيام أتذكّر أن فكرة عظيمة راودتني ونسيتها..
لو كنت أدوّن أفكاري العظيمة كلها، لأصبحت كاتبة عظيمة يا رامي!
بالتأكيد!!
لكن،
أفكار المساء العظيمة، إن دونتها
ستكون عادية في الصباح.
وأنا لا أريدها أن تصير عادية.
لذلك سأتركها بعظمتها… سأنام عليها
عظيمة.
وسأنساها…عظيمة.
هكذا لن تكون عادية أبداً.
كالطمأنينة التي في الضجر…
كمساء الأحد، بينما تشرب شاياً دافئاً على الشرفة، وأطلي أظافري وأشتم لأنني أفعل ذلك بشكل رديء…
وكلّ يثرثر مع الآخر في رأسه..
لن تكون عادية…
كالثرثرة التي نقولها لمن نملك يقين حضورهم.
أولئك الذين لا نفتقدهم
لأنهم يسكنون فينا..
سأرد على رسالتك، أعدك، لكنني الآن،
أعتقد،
أنني أرغب بكتابة رسالة عادية، هل أجرؤ على القول…سخيفة؟
كالثرثرة مساء الأحد..
كخطأ إملائي، ارتكبه باستمرار وتُصحّحه لي باستمرار…
إلى أن أصبح مزحة.
إلى أن..
أصبح طمأنينة.
لحديثنا بقيّة…دوماً
ديمة