آرنسهوب

تركتُها على حالها
آرنسهوب الصغيرة التي لا تهرَم
استقبلتْني بثلجٍ ليس فيه دعسة قدم
ودعتْني بثلجٍ ليس فيه دعسة قدم
كما لو أنّني ما كنتُ
آرنسهوب تغسل زوّارها عن ذاكرتِها
وتستيقظ نقيّةً
آرنسهوب
بإيقاعها الغريبِ
تخلقُ العجزَ في حفلة ترحيب
تسرقُ الأضواء من الشمسِ والنّارِ والمدفأة وبقيّة النساء
وأنا أصبحتُ، مذ دخلتُها، عجوزًا
أنظر إلى البحرِ
يتجاهلني
كما لو أنّه ما ابتلع أهلي وما تقيّأهم
يتجاهلني
كعجوزٍ تمسّد شعرَ قطّتها وتتظاهر بضعف السمع
أحصي النوارِس
وأودُّ لو كنتُ نادلاً لأسألهم:
هل أعجبكم طعامُ اليوم؟
أجلس في مخزنِ الألوانِ
متكوِّرًا ككرةِ ثلجٍ
وأذوبُ في سوادي
„أنت موجة“
قالت لي آرنسهوب
وهي تمسك البحرَ من أذنه وتقرصُه
„جئتَ من لاشيء
دفعتْكَ ريحٌ
كبُرتَ حتّى ظننتَ نفسكَ حرًّا
فحملتَ القوارب والنوارس والقشّ
ظننتَ نفسك قويًّا
فرفعت زبدًا ثقيلاً
ورقصتَ
علوتَ وهبطتَ
وكبُرتَ أكثر
ثمّ وصلتني عجوزًا ضعيفًا
موجةً تموت على شاطئي وتختفي“