الشعراء لا يتبعهم إلّا حزنهم

الشعراء
لا يتبعهم إلا حزنهم
يستيقظ الحزنُ كجمرةٍ في أطرافِ أصابعِ الكفِّ
وينامُ
حينَ يمسحُ أحدٌ ما
دمعةً
بأطرافِ أصابعه
يولدُ الحزنُ
نقيًّا
قبل أن تهجمَ اللغةُ
وتسمّيه
يدخلُ مع الهواء
ويخرجُ مع الروح
يكبرُ الحزنُ وحيدًا
ثقبًا يبتلع أهلَه
ولا يبصقُ منهم شيئًا
ينامُ في ثياب النوم
يتدفّأ بالذكريات
يتكاثر بالوحدة
يذهبُ إلى المدرسة
يدخل في علاقةٍ عاطفيةٍ
يسكن غرفَ النومِ
يذهب صباحًا إلى العمل
يقضي إجازةً على البحر
يرسم لوحةً
يعشعشُ في قصيدة
يسافرُ دون جواز سفر
حين خلقَ الإنسانُ الحزنَ على شاكلته
نسي أن يجعله باكيًا فانيًا.